توصيات: استراتيجية بريطانيا لمكافحة الإرهاب يتعين أن تعيد التركيز على الإسلاميين

من مايكل هولدن
لندن (رويترز) – خلصت مراجعة لبرنامج مكافحة الإرهاب البريطاني “بريفنت” إلى أن البرنامج يتعين أن يركز جهوده أكثر على التهديد الذي يشكله التشدد الإسلامي بعد أن أصبح قلقا للغاية من التطرف اليميني.
برنامج “بريفنت” عنصر رئيسي في جهاز الأمن البريطاني أضيف بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة بهدف وقف التطرف والحيلولة دون الاستمرار في ارتكاب أعمال عنف.
لكن منذ تأسيسه، لاحقته مزاعم بأنه تجسس على السكان المسلمين وبعض الذين تمت إحالتهم إلى البرنامج ارتكبوا لاحقا جرائم إرهابية.
وقال ويليام شوكروس، الذي تم تعيينه مراجعا مستقلا في برنامج بريفنت في يناير كانون الثاني 2021، إن البرنامج لا يفعل ما يكفي لاستهداف “التطرف الإسلامي غير العنيف”. وقال إن الإسلاموية غالبا ما يشار إليها بأنها الأصولية الإسلامية، لأن الأيديولوجية ليست الإسلام كدين.
وقال “يجب ألا يقتصر التصدي للأيديولوجية المتطرفة على المنظمات المحظورة، بل يجب أن يشمل أيضا المتطرفين المحليين الذين يعملون في إطار أقل من الإرهاب ويمكنهم خلق بيئة تؤدي إلى الإرهاب”.
وقال إنه هناك “معيار مزدوج”، يكون فيه تعريف الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة ضيق للغاية والنهج تجاه اليمين المتطرف واسع للغاية.
وقال في تقريره “من الصحيح أن يشعر بريفنت بقلق متزايد بشأن التهديد المتزايد من اليمين المتطرف. لكن الحقائق تظهر بوضوح أن التهديد الأكثر فتكا في العشرين عاما الماضية جاء من الإسلاميين، وهذا التهديد مستمر”.
وانتقدت جماعات للحقوق المدنية منها منظمة العفو الدولية قرار تعيين شوكروس بسبب تصريحات سابقة أدلى بها عن الإسلام، وقاطعت مراجعاته بحجة أن الاستراتيجية نفسها معيبة.
وقال شوكروس “من بين الاتهامات الأكثر دواما وقوة أن برنامج بريفينت يستهدف بشكل غير عادل المسلمين الذين يعيشون هنا. هذا ببساطة ليس هو الواقع”. وقال إن بعض التمويل لمشروعات بريفنت ذهب إلى مجموعات تروج لخطاب متطرف بنفسها.
وأظهرت أحدث الأرقام في العام المنتهي في نهاية مارس آذار 2022، أنه تمت إحالة 6406 أشخاص إلى بريفنت، 20 بالمئة منهم لمخاوف تتعلق باليمين المتطرف و16 بالمئة لمخاوف تتعلق بالتطرف الإسلامي.
وقالت الحكومة إنها ستعمل على جميع توصيات شوكروس البالغ عددها 34 توصية.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا بريفرمان “ستضمن بريفينت الآن أن تركز على التهديد الرئيسي للإرهاب الإسلامي”. ورحبت “بهذا النهج الأكثر تناسبا”.
وألقى شوكروس وبريفرمان الضوء على أنه في أربع سنوات منذ التفويض بالمراجعة وقعت ست هجمات إرهابية جميعها كانت إسلامية الطابع.
وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي، قال كين مكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني (إم.أي.5) إن المتشددين الإسلاميين ما زالوا مصدر قلق كبير، لكنه حذر من تزايد عدد المتطرفين اليمينيين الذين يسعون للحصول على أسلحة نارية.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير محمود سلامة)